كانت الحرب العالميّة الأولى لا تزال قائمةً. وتحت حكم الإمبراطوريّة العثمانيّة المتهاوية، عانى المجتمع اليهوديّ في فلسطين (الـ"يشوڤ") من سلسلةٍ من المصائب التي لم تترك سوى بصيصٍ شحيحٍ من الأمل، ففي حضور الجوع، والفقر، والمرض، وما وقع عليهم منطردٍ من بيوتهم في يافا وتل أبيب، والخوف من مذبحةٍ جماعيّةٍ، لم يكن لديهم سوى أقلّ الأسباب للفرح.
وبالنسبة إلى بعضهم، شكّلت هذه الفترة القاسية حافزًا لاتّخاذ خطواتٍ جريئةٍ. فعملت شبكة التجسّس اليهوديّة السرّيّة "نيلي"، بقيادة الإخوة آرونسون وصديقهم أفشالوم فاينبيرغ، ضد الإمبراطوريّة العثمانيّة داخل فلسطين. وعمل آخرون في أنحاء أوروبا والولايات المتحدة وتطوّعوا في الجيش البريطانيّ.
لكن، كلّ ذلك كان على وشك أن يتغيّر، إذ غرس إعلانان دراماتيكيّان في نهاية عام 1917 أملًا حذرًا في قلوب الـيشوڤ العبريّ والعالم اليهوديّ بأسره: أوّلهما هو وعد بلفور في الثاني من تشرين الثاني، وثانيهما تسليم العثمانيّين القدسَ إلى البريطانيّين في التاسع من كانون الأوّل. ونظرًا لأجواء البهجة، تمّ الإعلان عن يوم احتلال القدس على أنّه عيد "يوم الفداء".
كانت الحرب العالميّة الأولى لا تزال قائمةً. وتحت حكم الإمبراطوريّة العثمانيّة المتهاوية، عانى المجتمع اليهوديّ في فلسطين (الـ"يشوڤ") من سلسلةٍ من المصائب التي لم تترك سوى بصيصٍ شحيحٍ من الأمل، ففي حضور الجوع، والفقر، والمرض، وما وقع عليهم منطردٍ من بيوتهم في يافا وتل أبيب، والخوف من مذبحةٍ جماعيّةٍ، لم يكن لديهم سوى أقلّ الأسباب للفرح.
وبالنسبة إلى بعضهم، شكّلت هذه الفترة القاسية حافزًا لاتّخاذ خطواتٍ جريئةٍ. فعملت شبكة التجسّس اليهوديّة السرّيّة "نيلي"، بقيادة الإخوة آرونسون وصديقهم أفشالوم فاينبيرغ، ضد الإمبراطوريّة العثمانيّة داخل فلسطين. وعمل آخرون في أنحاء أوروبا والولايات المتحدة وتطوّعوا في الجيش البريطانيّ.
لكن، كلّ ذلك كان على وشك أن يتغيّر، إذ غرس إعلانان دراماتيكيّان في نهاية عام 1917 أملًا حذرًا في قلوب الـيشوڤ العبريّ والعالم اليهوديّ بأسره: أوّلهما هو وعد بلفور في الثاني من تشرين الثاني، وثانيهما تسليم العثمانيّين القدسَ إلى البريطانيّين في التاسع من كانون الأوّل. ونظرًا لأجواء البهجة، تمّ الإعلان عن يوم احتلال القدس على أنّه عيد "يوم الفداء".
كانت الحرب العالميّة الأولى لا تزال قائمةً. وتحت حكم الإمبراطوريّة العثمانيّة المتهاوية، عانى المجتمع اليهوديّ في فلسطين (الـ"يشوڤ") من سلسلةٍ من المصائب التي لم تترك سوى بصيصٍ شحيحٍ من الأمل، ففي حضور الجوع، والفقر، والمرض، وما وقع عليهم منطردٍ من بيوتهم في يافا وتل أبيب، والخوف من مذبحةٍ جماعيّةٍ، لم يكن لديهم سوى أقلّ الأسباب للفرح.
وبالنسبة إلى بعضهم، شكّلت هذه الفترة القاسية حافزًا لاتّخاذ خطواتٍ جريئةٍ. فعملت شبكة التجسّس اليهوديّة السرّيّة "نيلي"، بقيادة الإخوة آرونسون وصديقهم أفشالوم فاينبيرغ، ضد الإمبراطوريّة العثمانيّة داخل فلسطين. وعمل آخرون في أنحاء أوروبا والولايات المتحدة وتطوّعوا في الجيش البريطانيّ.
لكن، كلّ ذلك كان على وشك أن يتغيّر، إذ غرس إعلانان دراماتيكيّان في نهاية عام 1917 أملًا حذرًا في قلوب الـيشوڤ العبريّ والعالم اليهوديّ بأسره: أوّلهما هو وعد بلفور في الثاني من تشرين الثاني، وثانيهما تسليم العثمانيّين القدسَ إلى البريطانيّين في التاسع من كانون الأوّل. ونظرًا لأجواء البهجة، تمّ الإعلان عن يوم احتلال القدس على أنّه عيد "يوم الفداء".
الملاحظات الأصلية لهاڤا ناغيلا بخط يد إيدلسون
طوال الحرب، كان هناك من استخدموا مهاراتهم لتشجيع القوّات المقاتلة، وبمجرّد أن اكتمل انتصار البريطانيّين، تمّ استغلال تلك المهارات للاحتفال بالواقع الجديد. كان ذلك هو الحال مع الباحث والملحن ومعلّم الموسيقى غزير الإنتاج أبراهام تسفي إدِلسون. وبينما كان الجنرال البريطانيّ إدموند إلِنبي يحقّق انتصاراتٍ عسكريّةً خلال حملة سيناء وفلسطين، غمرت إدِلسون أمواج الحماس التي اجتاحت مدينته القدس.
يشرح عالِم الموسيقى إلياهو هكوهِن أنّه عندما بدأ الناس في القدس الاحتفال بـ "يوم الفداء"، توجّهت كلّ الأنظار نحو إدِلسون، حيث أمِلَ الجميعُ أن يكون قادرًا على صياغة الأغنية المثاليّة للتعبير عن أهمّيّة ما حدث وعن ما كان يدور في خلد الجماهير. وبالفعل، في غضون بضعة أشهرٍ قليلة، لبّى إدِلسون النداء وكتب هاڤا ناغيلا، أغنيةً سيحفظها التاريخ كواحدةٍ من أشهر الأناشيد العبريّة في العالم.
وباعتباره عالمًا في مجال الموسيقى اليهوديّة وصهيونيًّا متحمّسًا، آمن إدِلسون بإبداع موسيقى يهوديّة مبتكرة استنادًا إلى الموسيقى اليهوديّة التقليديّة. ولذلك، وعوضًا عن إنتاج لحنٍ جديدٍ تمامًا، دمج كلمات هاڤا ناغيلا ("هيّا نفرح") وأوروأخيم ("استفيقوا، إخوتي") مع لحنٍ اقتبسه من التراث الحسيديّ. وعلى الأرجح، فقد سمع اللحن الحسيديّ القديم في عام 1915، في كنيس تيفريت يسرائيل في القدس، والذي أسّسه أبناء الطائفة الحسيديّة الساديغوريّة⋆.
ووفقًا لهكوهِن، قام إديلسون بتأليف كلمات الأغنية إمّا بمفرده أو بمساعدةٍ من طلابه منمدرسة ليمل في القدس. ومهما كان الأمر فيما يتعلّق بكتابة الأغنية، فإنّ الكلمات تشير إلى الآية التالية من سفر المزامير (118: 24): "هذا هو اليوم الذي صنعه الربّ؛ فلنفرح ولنتهلّل به".
هاڤاناغيلا، هاڤا ناغيلا
هاڤاناغيلا ڤنيسمخا
هاڤانرَننا، هاڤا نرَننا
هاڤانرَننا ڤنيسمخا
أورو، أورو أخيم
أوروأخيم بلِڤ سَمِخ
⋆سلاسة حسيديّة سمّيت على اسم مدينة ساديغورا في أوكرانيا، وساديغورا هو الاسم باللغة اليديشيّة لمدينة سادورا.
الملاحظات الأصلية لهاڤا ناغيلا بخط يد إيدلسون
طوال الحرب، كان هناك من استخدموا مهاراتهم لتشجيع القوّات المقاتلة، وبمجرّد أن اكتمل انتصار البريطانيّين، تمّ استغلال تلك المهارات للاحتفال بالواقع الجديد. كان ذلك هو الحال مع الباحث والملحن ومعلّم الموسيقى غزير الإنتاج أبراهام تسفي إدِلسون. وبينما كان الجنرال البريطانيّ إدموند إلِنبي يحقّق انتصاراتٍ عسكريّةً خلال حملة سيناء وفلسطين، غمرت إدِلسون أمواج الحماس التي اجتاحت مدينته القدس.
يشرح عالِم الموسيقى إلياهو هكوهِن أنّه عندما بدأ الناس في القدس الاحتفال بـ "يوم الفداء"، توجّهت كلّ الأنظار نحو إدِلسون، حيث أمِلَ الجميعُ أن يكون قادرًا على صياغة الأغنية المثاليّة للتعبير عن أهمّيّة ما حدث وعن ما كان يدور في خلد الجماهير. وبالفعل، في غضون بضعة أشهرٍ قليلة، لبّى إدِلسون النداء وكتب هاڤا ناغيلا، أغنيةً سيحفظها التاريخ كواحدةٍ من أشهر الأناشيد العبريّة في العالم.
وباعتباره عالمًا في مجال الموسيقى اليهوديّة وصهيونيًّا متحمّسًا، آمن إدِلسون بإبداع موسيقى يهوديّة مبتكرة استنادًا إلى الموسيقى اليهوديّة التقليديّة. ولذلك، وعوضًا عن إنتاج لحنٍ جديدٍ تمامًا، دمج كلمات هاڤا ناغيلا ("هيّا نفرح") وأوروأخيم ("استفيقوا، إخوتي") مع لحنٍ اقتبسه من التراث الحسيديّ. وعلى الأرجح، فقد سمع اللحن الحسيديّ القديم في عام 1915، في كنيس تيفريت يسرائيل في القدس، والذي أسّسه أبناء الطائفة الحسيديّة الساديغوريّة⋆.
ووفقًا لهكوهِن، قام إديلسون بتأليف كلمات الأغنية إمّا بمفرده أو بمساعدةٍ من طلابه منمدرسة ليمل في القدس. ومهما كان الأمر فيما يتعلّق بكتابة الأغنية، فإنّ الكلمات تشير إلى الآية التالية من سفر المزامير (118: 24): "هذا هو اليوم الذي صنعه الربّ؛ فلنفرح ولنتهلّل به".
هاڤاناغيلا، هاڤا ناغيلا
هاڤاناغيلا ڤنيسمخا
هاڤانرَننا، هاڤا نرَننا
هاڤانرَننا ڤنيسمخا
أورو، أورو أخيم
أوروأخيم بلِڤ سَمِخ
⋆سلاسة حسيديّة سمّيت على اسم مدينة ساديغورا في أوكرانيا، وساديغورا هو الاسم باللغة اليديشيّة لمدينة سادورا.
الملاحظات الأصلية لهاڤا ناغيلا بخط يد إيدلسون
طوال الحرب، كان هناك من استخدموا مهاراتهم لتشجيع القوّات المقاتلة، وبمجرّد أن اكتمل انتصار البريطانيّين، تمّ استغلال تلك المهارات للاحتفال بالواقع الجديد. كان ذلك هو الحال مع الباحث والملحن ومعلّم الموسيقى غزير الإنتاج أبراهام تسفي إدِلسون. وبينما كان الجنرال البريطانيّ إدموند إلِنبي يحقّق انتصاراتٍ عسكريّةً خلال حملة سيناء وفلسطين، غمرت إدِلسون أمواج الحماس التي اجتاحت مدينته القدس.
يشرح عالِم الموسيقى إلياهو هكوهِن أنّه عندما بدأ الناس في القدس الاحتفال بـ "يوم الفداء"، توجّهت كلّ الأنظار نحو إدِلسون، حيث أمِلَ الجميعُ أن يكون قادرًا على صياغة الأغنية المثاليّة للتعبير عن أهمّيّة ما حدث وعن ما كان يدور في خلد الجماهير. وبالفعل، في غضون بضعة أشهرٍ قليلة، لبّى إدِلسون النداء وكتب هاڤا ناغيلا، أغنيةً سيحفظها التاريخ كواحدةٍ من أشهر الأناشيد العبريّة في العالم.
وباعتباره عالمًا في مجال الموسيقى اليهوديّة وصهيونيًّا متحمّسًا، آمن إدِلسون بإبداع موسيقى يهوديّة مبتكرة استنادًا إلى الموسيقى اليهوديّة التقليديّة. ولذلك، وعوضًا عن إنتاج لحنٍ جديدٍ تمامًا، دمج كلمات هاڤا ناغيلا ("هيّا نفرح") وأوروأخيم ("استفيقوا، إخوتي") مع لحنٍ اقتبسه من التراث الحسيديّ. وعلى الأرجح، فقد سمع اللحن الحسيديّ القديم في عام 1915، في كنيس تيفريت يسرائيل في القدس، والذي أسّسه أبناء الطائفة الحسيديّة الساديغوريّة⋆.
ووفقًا لهكوهِن، قام إديلسون بتأليف كلمات الأغنية إمّا بمفرده أو بمساعدةٍ من طلابه منمدرسة ليمل في القدس. ومهما كان الأمر فيما يتعلّق بكتابة الأغنية، فإنّ الكلمات تشير إلى الآية التالية من سفر المزامير (118: 24): "هذا هو اليوم الذي صنعه الربّ؛ فلنفرح ولنتهلّل به".
هاڤاناغيلا، هاڤا ناغيلا
هاڤاناغيلا ڤنيسمخا
هاڤانرَننا، هاڤا نرَننا
هاڤانرَننا ڤنيسمخا
أورو، أورو أخيم
أوروأخيم بلِڤ سَمِخ
⋆سلاسة حسيديّة سمّيت على اسم مدينة ساديغورا في أوكرانيا، وساديغورا هو الاسم باللغة اليديشيّة لمدينة سادورا.
tab1img1=تسليم القدس: ترأّس مراسم التسليم الجنرال ألِنبي في 11 كانون الأول، عام 1917، على درج قلعة داود
النوتة الموسيقيّة الأصليّة لأغنية هاڤاناغيلا، بخطّ يد إدِلسون
tab2img2=أبراهام تسڤي إدِلسون، من مجموعة أبراهام شبدرون للصور الشخصيّة، المكتبة الوطنيّة الإسرائيليّة