كنز المفردات:
مجموعة مختارة من مجموعات المكتبة الوطنية الإسرائيلية
يدعوكم معرض "كنوز الكلمات" لخوض رحلةٍ مدهشةٍ عبر الزمان والمكان، بين الآثار الثقافيّة التي تعدّ كنزًا روحيًّا للشعب اليهوديّ وللبلاد. إنّ هذه الكنوز التي ستُعرَض قد حُفِظَت ضمن مقتنيات المكتبة الوطنيّة الإسرائيليّة، وستكون الرحلة التي ستتيحها لنا رحلةً للمشاعر والحواسّ والعقل، حيث تلعب النصوص دور البطولة، سواءً كانت مكتوبةً، أو مطبوعةً، أو مسجّلةً بالصوت، أو معروضةً بشكلٍ رقميٍّ من خلال الأحرف، والكلمات، والمعنى. يسعى هذاالمعرض إلى أن يُثْبِتَ كيف يمتلك النصّ قدرةً على تغيير العالم، وعلى شحذ الأفكار ودفعها إلى الأمام، وعلى رسم ملامح المكان والمجتمع والأمّة حدّ القدرة على خلقهم أحيانًا، وعلى التعبير عن أرواح ومواهب المفكّرين والكتّاب والشعراء.
على الرغم من أنّ المعرض ينتشر عبر أنحاء القاعة مثل كيانٍ واحدٍ متّصلٍ ومستمرٍّ دون حواجز فاصلة، إلّا أنّه يعمل على تقديم عددٍ من الموضوعات المختلفة التي تشتمل على النصوص التأسيسيّة من رفوف خزائن اليهوديّة والإسلام والمسيحيّة، وعلى كتاباتٍ حول أماكن ومواقع على أرض الواقع وحول المجتمعات التي ارتبطت بهذه الأماكن، وعلى مخطوطاتٍ من الماضي والحاضر لمخطوطات عيد الفصح، وعلى قصص أصل الأبجديّتين العبريّة والعربيّة وحكاية تطوّر شكلهما المكتوب عبر الأجيال، وسنعرض، بالإضافة إلى ذلك، رسائل ومسوّدات تكشف جزءًا صغيرًا ممّا يتمّ الاحتفاظ به في الأرشيفات الشخصيّة الخاصّة الموجودة في المكتبة.
عند الاقتراب من واجهات خزانات المعرض، ستتمكّنون من النظر عن قرب إلى القِطَع الأصليّة والفريدة التي شكّلت تاريخنا وثقافتنا، والتي منبينها مخطوطةٌ كتبها موسى بن ميمون بنفسه، وأوّل نسخةٍ على الإطلاق طُبِعَت من التلمود وقد تمّ ذلك في مدينة البندقيّة، ونسخةٌ قرآنيّةٌ نادرةٌ من القرن التاسع للميلاد، وستلهمكم الأعمال الأدبيّة والفكريّة بمسوّداتها الأصليّة المكتوبة بخطّ اليد لكلٍّ من شاي عجنون، ونعومي شيمر، وديفيد غروسمان، وحنّة سينش، وغيرهم من المفكّرين المرموقين الذين أبدعوا أعمالهم باللغة العبريّة، والعربيّة، وغيرهما من اللغات، وستستمتعون بسحر الأوعية المزخرفة بالتعاويذ "طاسة الرعب" التي كانت تستخدم في طرد الأرواح الشريرة، والتي كَتَبَ الكهنةُ والسحرةُ البابليّون على ظهرها تعاويذَ خطيرةً باللغة العبريّة قبل ألفٍ وخمسمائة عام.
إن هذه القطع الأصليّة، ذات القيمة الثمينة والهامّة للغاية، والتي وصلت إلينا من الماضي البعيد والقريب، قد كُتِبَت بالحبر على الرَقِّ والورقِ وألواح الصلصال، وقد تُصابُ بالتلف في ظلّ ظروفٍ معيّنةٍ من حدّة الضوء، ومن الرطوبة، والمناخ. فمن أجل حمياتها، تمّ الاحتفاظ بها في خزانات عرضٍ مصمّمةٍ خصّيصًّا لذلك، تحت ضوءٍ خافت. وسيتمّ استبدال بعضها كلّ بضعةٍ أشهر، وفقًا لخطّة تناوبٍ محدّدةٍ مسبقًا كي تحدّ، بأكبر ما يمكن، من هذه الأضرار.
وإلى جانب هذه المعروضات الحسّاسة، توجد أشياءُ أخرى يمكنها تحمّل آثار الزمن والبيئة، مثل الشاشة الرقميّة التي تَعرض محتوىً من المجموعات الواسعة للصحافة التاريخيّة الخاصّة بالمكتبة الوطنيّة، أو كتبًا رقميّةً فريدةً يمكن للمسةٍ من أصابعكم أن تبثّ فيها الحياة. ويوجد في المعرض أيضًا ركنٌ صوتيّ يمكن للزوّار الاسترخاء فيه على مقاعد مريحةٍ والاستماع إلى أعمالٍ وقصائد من مجموعات الأرشيف الصوتيّ الوطنيّ.
كذلك، فإنّ هذه الكنوز الثقافيّة ترافقها شاشاتُ تصفّحت سمح للمشاهدين برؤية تفاصيل المعروضات خلف الواجهات بصورةٍ مكبّرة.
وفي الموقع الإلكترونيّ للمعرض، يمكنكم أن تعثروا على مجموعةٍ مختارةٍ من المعروضات الأكثر إثارة، وأن تتعرّفوا على القصص التي تكمن وراءها، وأن تدركوا سبب أهميّتها لنا.