إنّ الخريطة، أيّ خريطةٍ كانت، هي نوعٌ من المرآة، تعكس أفكار مصمّميها وتصوّراتهم عن العالم، فهؤلاء (المصمّمون) هم أبناء الزمن الذي ظهرت فيه هذه الخريطة، وينطبق ذلك بشكلٍ خاصٍّ على الخرائط القديمة أو العتيقة.لذلك، فإنّ تجاهل وإهمال هذه الخرائط القديمة، النابع في كثيرٍ من الأحيان من عدم دقّتها وفقًا لمعاييرنا العلميّة الحديثة، يفشل في ملاحظة الغرض الحقيقيّ الذي كانت الخريطة تخدمه في نظر من عاشوا في عصرها.
وتعتبر الخرائط المسيحيّة في العصور الوسطى للأرض المقدّسة، التي رُسِمَت في الأصل باليد قبل أن تظهر لاحقًا في شكلها المطبوع، مثالًا ممتازًا على ما سبق. ونتيجةً للحماسة الدينيّة في أوروبا، بالإضافة إلى المسافة الجغرافيّة التي تفصلها عن الأرض المقدّسة، اختلطتْ وتشوّشت في أذهان المؤمنين المسيحيّين الحدود بين فكرتهم المثاليّة عن الأرض المقدّسة، وبين الحقائق الدنيويّة الواضحة على أرض الواقع، التي تمّ استبدالها بتصوّراتٍ تصف الأرض المقدّسة بأنّها الجنّة في الأرض، أو بأنّها المكان الذي يُعاد فيه مرارًا وتكرارًا تمثيل قصص الكتاب المقدّس حتّى نهاية الزمان، وأحيانًا كان يتمّ الجمع بين هذين التصوّرين معًا.
من أجل التأكيد على الصورة السماويّة للأرض المقدّسة، وقَعَ تعديلٌ وتلاعبٌ على الكميّة القليلة أصلًا من المعلومات الجغرافيّة الدقيقة التي احتفظ بها العالم المسيحيّ، الذي فقد سيطرته على هذه الأرض أثناء بدايات انتشار الإسلام، قبل أن يستعيدها ثمّ يخسرها مجدّدًا خلال الحروب الصليبيّة.
خريطة ورقة البرسيم، النسخة الموجودة في الصورة تعود لعام 1585 (تم نشر الطبعة الأولى للخريطة عام 1581). البرسيم، الذي اختاره بونتينج لتمثيل العالم، وهو رمز مسقط رأسه في هانفر.
إنّ الخريطة، أيّ خريطةٍ كانت، هي نوعٌ من المرآة، تعكس أفكار مصمّميها وتصوّراتهم عن العالم، فهؤلاء (المصمّمون) هم أبناء الزمن الذي ظهرت فيه هذه الخريطة، وينطبق ذلك بشكلٍ خاصٍّ على الخرائط القديمة أو العتيقة.لذلك، فإنّ تجاهل وإهمال هذه الخرائط القديمة، النابع في كثيرٍ من الأحيان من عدم دقّتها وفقًا لمعاييرنا العلميّة الحديثة، يفشل في ملاحظة الغرض الحقيقيّ الذي كانت الخريطة تخدمه في نظر من عاشوا في عصرها.
وتعتبر الخرائط المسيحيّة في العصور الوسطى للأرض المقدّسة، التي رُسِمَت في الأصل باليد قبل أن تظهر لاحقًا في شكلها المطبوع، مثالًا ممتازًا على ما سبق. ونتيجةً للحماسة الدينيّة في أوروبا، بالإضافة إلى المسافة الجغرافيّة التي تفصلها عن الأرض المقدّسة، اختلطتْ وتشوّشت في أذهان المؤمنين المسيحيّين الحدود بين فكرتهم المثاليّة عن الأرض المقدّسة، وبين الحقائق الدنيويّة الواضحة على أرض الواقع، التي تمّ استبدالها بتصوّراتٍ تصف الأرض المقدّسة بأنّها الجنّة في الأرض، أو بأنّها المكان الذي يُعاد فيه مرارًا وتكرارًا تمثيل قصص الكتاب المقدّس حتّى نهاية الزمان، وأحيانًا كان يتمّ الجمع بين هذين التصوّرين معًا.
من أجل التأكيد على الصورة السماويّة للأرض المقدّسة، وقَعَ تعديلٌ وتلاعبٌ على الكميّة القليلة أصلًا من المعلومات الجغرافيّة الدقيقة التي احتفظ بها العالم المسيحيّ، الذي فقد سيطرته على هذه الأرض أثناء بدايات انتشار الإسلام، قبل أن يستعيدها ثمّ يخسرها مجدّدًا خلال الحروب الصليبيّة.
خريطة ورقة البرسيم، النسخة الموجودة في الصورة تعود لعام 1585 (تم نشر الطبعة الأولى للخريطة عام 1581). البرسيم، الذي اختاره بونتينج لتمثيل العالم، وهو رمز مسقط رأسه في هانفر.
إنّ الخريطة، أيّ خريطةٍ كانت، هي نوعٌ من المرآة، تعكس أفكار مصمّميها وتصوّراتهم عن العالم، فهؤلاء (المصمّمون) هم أبناء الزمن الذي ظهرت فيه هذه الخريطة، وينطبق ذلك بشكلٍ خاصٍّ على الخرائط القديمة أو العتيقة.لذلك، فإنّ تجاهل وإهمال هذه الخرائط القديمة، النابع في كثيرٍ من الأحيان من عدم دقّتها وفقًا لمعاييرنا العلميّة الحديثة، يفشل في ملاحظة الغرض الحقيقيّ الذي كانت الخريطة تخدمه في نظر من عاشوا في عصرها.
وتعتبر الخرائط المسيحيّة في العصور الوسطى للأرض المقدّسة، التي رُسِمَت في الأصل باليد قبل أن تظهر لاحقًا في شكلها المطبوع، مثالًا ممتازًا على ما سبق. ونتيجةً للحماسة الدينيّة في أوروبا، بالإضافة إلى المسافة الجغرافيّة التي تفصلها عن الأرض المقدّسة، اختلطتْ وتشوّشت في أذهان المؤمنين المسيحيّين الحدود بين فكرتهم المثاليّة عن الأرض المقدّسة، وبين الحقائق الدنيويّة الواضحة على أرض الواقع، التي تمّ استبدالها بتصوّراتٍ تصف الأرض المقدّسة بأنّها الجنّة في الأرض، أو بأنّها المكان الذي يُعاد فيه مرارًا وتكرارًا تمثيل قصص الكتاب المقدّس حتّى نهاية الزمان، وأحيانًا كان يتمّ الجمع بين هذين التصوّرين معًا.
من أجل التأكيد على الصورة السماويّة للأرض المقدّسة، وقَعَ تعديلٌ وتلاعبٌ على الكميّة القليلة أصلًا من المعلومات الجغرافيّة الدقيقة التي احتفظ بها العالم المسيحيّ، الذي فقد سيطرته على هذه الأرض أثناء بدايات انتشار الإسلام، قبل أن يستعيدها ثمّ يخسرها مجدّدًا خلال الحروب الصليبيّة.
خريطة ورقة البرسيم، النسخة الموجودة في الصورة تعود لعام 1585 (تم نشر الطبعة الأولى للخريطة عام 1581). البرسيم، الذي اختاره بونتينج لتمثيل العالم، وهو رمز مسقط رأسه في هانفر.
حتّى سكان القدس الأشدّ فخرًا وارتباطًا بها عليهم أن يعترفوا، بين الحين والآخر، بأنّ القدس ليست في الواقع مركزَ العالم، على الأقلّ من الناحية الجغرافيّة. وفي نهاية المطاف، ما الذي يعنيه حقًّا مفهوم "المركز" عندما نتحدّث عن كرةٍ أرضيّةٍ؟ لكن، في الخيال المسيحيّ خلال العصور الوسطى، كانت القدس في الواقع هي مركز العالم. ولهذا السبب، وضع رسّامُ الخرائط واللاهوتيّ البروتستانتيّ هاينريخ بونتينغ القدسَ في مركز خريطته الشهيرة ورقة البرسيم، وهو مكان شرفٍ عظيمٍ يليق بقدسيّة المدينة.
الصورة: في القدس، تم تحديد تلة الجلجثة، مكان صلب المسيح، مع رسم لثلاثة صلبان
حتّى سكان القدس الأشدّ فخرًا وارتباطًا بها عليهم أن يعترفوا، بين الحين والآخر، بأنّ القدس ليست في الواقع مركزَ العالم، على الأقلّ من الناحية الجغرافيّة. وفي نهاية المطاف، ما الذي يعنيه حقًّا مفهوم "المركز" عندما نتحدّث عن كرةٍ أرضيّةٍ؟ لكن، في الخيال المسيحيّ خلال العصور الوسطى، كانت القدس في الواقع هي مركز العالم. ولهذا السبب، وضع رسّامُ الخرائط واللاهوتيّ البروتستانتيّ هاينريخ بونتينغ القدسَ في مركز خريطته الشهيرة ورقة البرسيم، وهو مكان شرفٍ عظيمٍ يليق بقدسيّة المدينة.
الصورة: في القدس، تم تحديد تلة الجلجثة، مكان صلب المسيح، مع رسم لثلاثة صلبان
حتّى سكان القدس الأشدّ فخرًا وارتباطًا بها عليهم أن يعترفوا، بين الحين والآخر، بأنّ القدس ليست في الواقع مركزَ العالم، على الأقلّ من الناحية الجغرافيّة. وفي نهاية المطاف، ما الذي يعنيه حقًّا مفهوم "المركز" عندما نتحدّث عن كرةٍ أرضيّةٍ؟ لكن، في الخيال المسيحيّ خلال العصور الوسطى، كانت القدس في الواقع هي مركز العالم. ولهذا السبب، وضع رسّامُ الخرائط واللاهوتيّ البروتستانتيّ هاينريخ بونتينغ القدسَ في مركز خريطته الشهيرة ورقة البرسيم، وهو مكان شرفٍ عظيمٍ يليق بقدسيّة المدينة.
الصورة: في القدس، تم تحديد تلة الجلجثة، مكان صلب المسيح، مع رسم لثلاثة صلبان
تُصوّر الخريطة العالم على شكل ورقة برسيم، تنبعث أجزاؤها الثلاثة من مركزها، حيث تظهر القدسُ في المركز بشكلٍ بارزٍ، ويمثّل كلُّ جزءٍ واحدةً من القارّات "القديمة": أوروبا وآسيا وأفريقيا. أُعطِيَت كلُّ قارّةٍ لونًا خاصًّا بها، فلوّنَت أوروبا بالأحمر، وآسيا بالأخضر وأفريقيا بالأصفر. وبين آسيا وأفريقيا، برز البحر الأحمر كذلك باللون الأحمر. وفي أعلى الخريطة، رسم الفنّان جزيرتين تمثّلان إنكلترا والدنمارك. نشاهد في الزاوية اليسرى السفليّة من الخريطة قارّة أمريكا، الموصوفة بأنّها "العالم الجديد". يعكس موقعها الهامشيّ في طرف الخريطة غيابها عن الأماكن المذكورة في الكتاب المقدّس.
للاطلاع على المادة في فهرس المكتبة الوطنية
تُصوّر الخريطة العالم على شكل ورقة برسيم، تنبعث أجزاؤها الثلاثة من مركزها، حيث تظهر القدسُ في المركز بشكلٍ بارزٍ، ويمثّل كلُّ جزءٍ واحدةً من القارّات "القديمة": أوروبا وآسيا وأفريقيا. أُعطِيَت كلُّ قارّةٍ لونًا خاصًّا بها، فلوّنَت أوروبا بالأحمر، وآسيا بالأخضر وأفريقيا بالأصفر. وبين آسيا وأفريقيا، برز البحر الأحمر كذلك باللون الأحمر. وفي أعلى الخريطة، رسم الفنّان جزيرتين تمثّلان إنكلترا والدنمارك. نشاهد في الزاوية اليسرى السفليّة من الخريطة قارّة أمريكا، الموصوفة بأنّها "العالم الجديد". يعكس موقعها الهامشيّ في طرف الخريطة غيابها عن الأماكن المذكورة في الكتاب المقدّس.
للاطلاع على المادة في فهرس المكتبة الوطنية
تُصوّر الخريطة العالم على شكل ورقة برسيم، تنبعث أجزاؤها الثلاثة من مركزها، حيث تظهر القدسُ في المركز بشكلٍ بارزٍ، ويمثّل كلُّ جزءٍ واحدةً من القارّات "القديمة": أوروبا وآسيا وأفريقيا. أُعطِيَت كلُّ قارّةٍ لونًا خاصًّا بها، فلوّنَت أوروبا بالأحمر، وآسيا بالأخضر وأفريقيا بالأصفر. وبين آسيا وأفريقيا، برز البحر الأحمر كذلك باللون الأحمر. وفي أعلى الخريطة، رسم الفنّان جزيرتين تمثّلان إنكلترا والدنمارك. نشاهد في الزاوية اليسرى السفليّة من الخريطة قارّة أمريكا، الموصوفة بأنّها "العالم الجديد". يعكس موقعها الهامشيّ في طرف الخريطة غيابها عن الأماكن المذكورة في الكتاب المقدّس.
للاطلاع على المادة في فهرس المكتبة الوطنية
صمّم بونتينغ الخريطة على شكل ورقة برسيم، الشكل الذي يشبه الشعار الخاصّ بمسقط رأسه مدينة هانوفر الألمانيّة. كذلك، يرمز هذاالشكل إلى الثالوث المسيحيّ المكوّن من الأب، والابن، والروح القدس. نُشِرَت الطبعة الأولى من خريطة ورقة البرسيم في عام 1581 للميلاد، ومنذ ذلك الحين، تمّتوزيع العديد من الإصدارات. تحتفظ المكتبة الوطنيّة الإسرائيليّة بواحدةٍ من النُسخ الأصليّة، والتي نُشِرَت في العالم 1585.
صمّم بونتينغ الخريطة على شكل ورقة برسيم، الشكل الذي يشبه الشعار الخاصّ بمسقط رأسه مدينة هانوفر الألمانيّة. كذلك، يرمز هذاالشكل إلى الثالوث المسيحيّ المكوّن من الأب، والابن، والروح القدس. نُشِرَت الطبعة الأولى من خريطة ورقة البرسيم في عام 1581 للميلاد، ومنذ ذلك الحين، تمّتوزيع العديد من الإصدارات. تحتفظ المكتبة الوطنيّة الإسرائيليّة بواحدةٍ من النُسخ الأصليّة، والتي نُشِرَت في العالم 1585.
صمّم بونتينغ الخريطة على شكل ورقة برسيم، الشكل الذي يشبه الشعار الخاصّ بمسقط رأسه مدينة هانوفر الألمانيّة. كذلك، يرمز هذاالشكل إلى الثالوث المسيحيّ المكوّن من الأب، والابن، والروح القدس. نُشِرَت الطبعة الأولى من خريطة ورقة البرسيم في عام 1581 للميلاد، ومنذ ذلك الحين، تمّتوزيع العديد من الإصدارات. تحتفظ المكتبة الوطنيّة الإسرائيليّة بواحدةٍ من النُسخ الأصليّة، والتي نُشِرَت في العالم 1585.
tab1img1=خريطة ورقة البرسيم التي رسمها بونتينغ، صورة فوتوغرافيّة لإحدى نسخ الخريطة من عام 1585 م، يُحتَفظ بها في المكتبة الوطنيّة الإسرائيليّة
tab2img2=القدس في خريطة ورقة البرسيم. تشير ثلاثة صلبان إلى تل الجلجثة، وهو الموضع الذي صُلِب فيه المسيح وفقًا للتقليد المسيحيّ.
tab3img2=أمريكا في خريطة ورقة البرسيم. عالمٌ جديد، ربّما، لكنّه، رغم ذلك، عالمٌ على الهامش