إيلان رامون، أوّل رائد فضاءٍ إسرائيليّ، ومعنى الحياة
الأستاذ المحترم،
لقد تصارعتُ لفترةٍ طويلةٍ مع العديد من الأسئلة غير المعتادة والتي يمكن أن تجتمع تحت عنوانٍ واحدٍ: ما هو هدف الإنسان في هذا العالم؟ وكلّما تكاثرت الأسئلة التي أطرح، ازدادت التناقضات والغموض.
وبصفتي شابًّا في سنّ الثالثة والعشرين، أتوجّه إليك،إلى شخصٍ أكبر سنًّا يمتلك معرفةً غزيرةً وتجربةً غنيّةً، أتوجّه إليك وأسألك:
بأيّ صورةٍ ترى العالم الذي نعيش فيه؟
كيف تفسّر جوهر الحياة؟
على أيّ وجهٍ أبصرتَ هدف وغاية الإنسان في الحياة؟
وكيف يمكن للإنسان أن يحقّق هذا الهدف؟
وهل تعتقد أيّها الأستاذ المبجّل، عندما تنظر إلى الخلف محدّقًا في حياتك، أنّك حقّقتَ الغايات والأهداف التي كنتَ تصبو إليها؟
أستاذي العزيز، أُدرِكُ جيّدًا أنّ وقتك ثمينٌ جدًّا وأنّه مكرّسٌ لمشاغل ذات أهمّيّةٍ بالغة، ومع ذلك سأكون ممتنًّا للغاية إذا كنتَ قادرًا على إجابة أسئلتي، وأن تنير لي، ربّما، درب الحياة المظلم.
احترامي وتقديري،
إيلان رامون
أرسل هذه الرسالة الطيار الشاب إيلان رامون إلى يشعياهو ليبوفيتز عام 1977.
الأستاذ المحترم،
لقد تصارعتُ لفترةٍ طويلةٍ مع العديد من الأسئلة غير المعتادة والتي يمكن أن تجتمع تحت عنوانٍ واحدٍ: ما هو هدف الإنسان في هذا العالم؟ وكلّما تكاثرت الأسئلة التي أطرح، ازدادت التناقضات والغموض.
وبصفتي شابًّا في سنّ الثالثة والعشرين، أتوجّه إليك،إلى شخصٍ أكبر سنًّا يمتلك معرفةً غزيرةً وتجربةً غنيّةً، أتوجّه إليك وأسألك:
بأيّ صورةٍ ترى العالم الذي نعيش فيه؟
كيف تفسّر جوهر الحياة؟
على أيّ وجهٍ أبصرتَ هدف وغاية الإنسان في الحياة؟
وكيف يمكن للإنسان أن يحقّق هذا الهدف؟
وهل تعتقد أيّها الأستاذ المبجّل، عندما تنظر إلى الخلف محدّقًا في حياتك، أنّك حقّقتَ الغايات والأهداف التي كنتَ تصبو إليها؟
أستاذي العزيز، أُدرِكُ جيّدًا أنّ وقتك ثمينٌ جدًّا وأنّه مكرّسٌ لمشاغل ذات أهمّيّةٍ بالغة، ومع ذلك سأكون ممتنًّا للغاية إذا كنتَ قادرًا على إجابة أسئلتي، وأن تنير لي، ربّما، درب الحياة المظلم.
احترامي وتقديري،
إيلان رامون
أرسل هذه الرسالة الطيار الشاب إيلان رامون إلى يشعياهو ليبوفيتز عام 1977.
الأستاذ المحترم،
لقد تصارعتُ لفترةٍ طويلةٍ مع العديد من الأسئلة غير المعتادة والتي يمكن أن تجتمع تحت عنوانٍ واحدٍ: ما هو هدف الإنسان في هذا العالم؟ وكلّما تكاثرت الأسئلة التي أطرح، ازدادت التناقضات والغموض.
وبصفتي شابًّا في سنّ الثالثة والعشرين، أتوجّه إليك،إلى شخصٍ أكبر سنًّا يمتلك معرفةً غزيرةً وتجربةً غنيّةً، أتوجّه إليك وأسألك:
بأيّ صورةٍ ترى العالم الذي نعيش فيه؟
كيف تفسّر جوهر الحياة؟
على أيّ وجهٍ أبصرتَ هدف وغاية الإنسان في الحياة؟
وكيف يمكن للإنسان أن يحقّق هذا الهدف؟
وهل تعتقد أيّها الأستاذ المبجّل، عندما تنظر إلى الخلف محدّقًا في حياتك، أنّك حقّقتَ الغايات والأهداف التي كنتَ تصبو إليها؟
أستاذي العزيز، أُدرِكُ جيّدًا أنّ وقتك ثمينٌ جدًّا وأنّه مكرّسٌ لمشاغل ذات أهمّيّةٍ بالغة، ومع ذلك سأكون ممتنًّا للغاية إذا كنتَ قادرًا على إجابة أسئلتي، وأن تنير لي، ربّما، درب الحياة المظلم.
احترامي وتقديري،
إيلان رامون
أرسل هذه الرسالة الطيار الشاب إيلان رامون إلى يشعياهو ليبوفيتز عام 1977.
بعد خمسة أيّامٍ، أرسل ليبوفيتش ردّه:
عزيزي إيلان رامون،
ليس سؤالك " بأيّ صورةٍ ترى العالم الذي نعيش فيه؟" بواضحٍ لديّ. ما الذي تعنيه بـ"رؤية العالم"؟ هل تقصد من الناحيّة الكوزمولوجيّة (الكونيّة)، أم الفيزيائيّة، أم الميتافيزيقيّة أم غيرها...؟
وحين تسألني "كيف تفسّر جوهر الحياة؟"، لاأدري ما الذي تعنيه بـ "جوهر الحياة". أتقصد جوهرها البيولوجيّ أم النفسيّ أم التاريخيّ أم غير ذلك...؟
وفيما يتعلّق بسؤالك عن "هدف وغاية الإنسان في الحياة"، فلا يوجد هناك إجابةٌ موضوعيّةٌ. في سِفر بِركي أفوت (حكمة الآباء) يقول الحكماء: "رغمًا عنك خُلِقتَ، ورغمًا عنك وُلِدتَ، ورغمًا عنك تحيا، ورغمًا عنك تموت". لا شيء نستطيع أن نضيفه إلى هذه الكلمات.
الإنسان موجودٌ دون أن يكون قد قرّر أن يُخلَق أو يولد أو يحيا، فلا خيار أمامه سوى أن يقرّر بذاته هدف حياته وغرضها، ويوجد عددٌ لا نهائيٌّ من القرارات الممكنة:
سيجد البعض أنّ حياتهم لا قيمة لها، ولن يجدوا أيّ قيمةٍ في ما تحتويه حياتهم تلك، ولذلك سينتحرون.
سيرى البعض قيمةً وهدفًا في تحقيق أقصى الملذّات لأنفسهم (المادّيّة منها أو الجنسيّة أو الجماليّة وما إلى ذلك) طوال أيّام حياتهم.
سيرى البعض القيمة والهدف في اكتساب المعرفة، وسيكرّسون حياتهم لذلك.
سيرى البعض قيمةً وهدفًا في مساعدة إخوتهم من البشر، وسيكرّسون حياتهم لذلك.
سيرى البعض قيمةً وهدفًا في خدمة شعبهم ووطنهم، وسيكرّسون حياتهم لذلك.
سيرى البعض قيمةً وهدفًا في خدمة الربّ، وسيكرّسون حياتهم لذلك.
لا يمكن أن نبرّر أيًّا من هذه القراراتٍ بصورةٍ موضوعيّةٍ، ويجب على كلّ شخصٍ -سواءً أنا أو أنتَ- أن يتّخذ قراره الخاصّ.
مع خالص تقديري،
يشعياهو ليبوفيتش
بعد خمسة أيّامٍ، أرسل ليبوفيتش ردّه:
عزيزي إيلان رامون،
ليس سؤالك " بأيّ صورةٍ ترى العالم الذي نعيش فيه؟" بواضحٍ لديّ. ما الذي تعنيه بـ"رؤية العالم"؟ هل تقصد من الناحيّة الكوزمولوجيّة (الكونيّة)، أم الفيزيائيّة، أم الميتافيزيقيّة أم غيرها...؟
وحين تسألني "كيف تفسّر جوهر الحياة؟"، لاأدري ما الذي تعنيه بـ "جوهر الحياة". أتقصد جوهرها البيولوجيّ أم النفسيّ أم التاريخيّ أم غير ذلك...؟
وفيما يتعلّق بسؤالك عن "هدف وغاية الإنسان في الحياة"، فلا يوجد هناك إجابةٌ موضوعيّةٌ. في سِفر بِركي أفوت (حكمة الآباء) يقول الحكماء: "رغمًا عنك خُلِقتَ، ورغمًا عنك وُلِدتَ، ورغمًا عنك تحيا، ورغمًا عنك تموت". لا شيء نستطيع أن نضيفه إلى هذه الكلمات.
الإنسان موجودٌ دون أن يكون قد قرّر أن يُخلَق أو يولد أو يحيا، فلا خيار أمامه سوى أن يقرّر بذاته هدف حياته وغرضها، ويوجد عددٌ لا نهائيٌّ من القرارات الممكنة:
سيجد البعض أنّ حياتهم لا قيمة لها، ولن يجدوا أيّ قيمةٍ في ما تحتويه حياتهم تلك، ولذلك سينتحرون.
سيرى البعض قيمةً وهدفًا في تحقيق أقصى الملذّات لأنفسهم (المادّيّة منها أو الجنسيّة أو الجماليّة وما إلى ذلك) طوال أيّام حياتهم.
سيرى البعض القيمة والهدف في اكتساب المعرفة، وسيكرّسون حياتهم لذلك.
سيرى البعض قيمةً وهدفًا في مساعدة إخوتهم من البشر، وسيكرّسون حياتهم لذلك.
سيرى البعض قيمةً وهدفًا في خدمة شعبهم ووطنهم، وسيكرّسون حياتهم لذلك.
سيرى البعض قيمةً وهدفًا في خدمة الربّ، وسيكرّسون حياتهم لذلك.
لا يمكن أن نبرّر أيًّا من هذه القراراتٍ بصورةٍ موضوعيّةٍ، ويجب على كلّ شخصٍ -سواءً أنا أو أنتَ- أن يتّخذ قراره الخاصّ.
مع خالص تقديري،
يشعياهو ليبوفيتش
بعد خمسة أيّامٍ، أرسل ليبوفيتش ردّه:
عزيزي إيلان رامون،
ليس سؤالك " بأيّ صورةٍ ترى العالم الذي نعيش فيه؟" بواضحٍ لديّ. ما الذي تعنيه بـ"رؤية العالم"؟ هل تقصد من الناحيّة الكوزمولوجيّة (الكونيّة)، أم الفيزيائيّة، أم الميتافيزيقيّة أم غيرها...؟
وحين تسألني "كيف تفسّر جوهر الحياة؟"، لاأدري ما الذي تعنيه بـ "جوهر الحياة". أتقصد جوهرها البيولوجيّ أم النفسيّ أم التاريخيّ أم غير ذلك...؟
وفيما يتعلّق بسؤالك عن "هدف وغاية الإنسان في الحياة"، فلا يوجد هناك إجابةٌ موضوعيّةٌ. في سِفر بِركي أفوت (حكمة الآباء) يقول الحكماء: "رغمًا عنك خُلِقتَ، ورغمًا عنك وُلِدتَ، ورغمًا عنك تحيا، ورغمًا عنك تموت". لا شيء نستطيع أن نضيفه إلى هذه الكلمات.
الإنسان موجودٌ دون أن يكون قد قرّر أن يُخلَق أو يولد أو يحيا، فلا خيار أمامه سوى أن يقرّر بذاته هدف حياته وغرضها، ويوجد عددٌ لا نهائيٌّ من القرارات الممكنة:
سيجد البعض أنّ حياتهم لا قيمة لها، ولن يجدوا أيّ قيمةٍ في ما تحتويه حياتهم تلك، ولذلك سينتحرون.
سيرى البعض قيمةً وهدفًا في تحقيق أقصى الملذّات لأنفسهم (المادّيّة منها أو الجنسيّة أو الجماليّة وما إلى ذلك) طوال أيّام حياتهم.
سيرى البعض القيمة والهدف في اكتساب المعرفة، وسيكرّسون حياتهم لذلك.
سيرى البعض قيمةً وهدفًا في مساعدة إخوتهم من البشر، وسيكرّسون حياتهم لذلك.
سيرى البعض قيمةً وهدفًا في خدمة شعبهم ووطنهم، وسيكرّسون حياتهم لذلك.
سيرى البعض قيمةً وهدفًا في خدمة الربّ، وسيكرّسون حياتهم لذلك.
لا يمكن أن نبرّر أيًّا من هذه القراراتٍ بصورةٍ موضوعيّةٍ، ويجب على كلّ شخصٍ -سواءً أنا أو أنتَ- أن يتّخذ قراره الخاصّ.
مع خالص تقديري،
يشعياهو ليبوفيتش
عندما تمّ تبادل هاتين الرسالتين، كان إيلان رامون طيّارًامقاتلًا شابًّا في سلاح الجو الإسرائيليّ. وفي عام 1997، جرى اختياره كي يكون أوّل رائد فضاءٍ إسرائيليّ.
وفي السادس عشر من كانون الثاني عام 2003، بعد أكثر منخمسٍ وعشرين عامًا من كتابة الرسالة أعلاه، أصبح العقيد إيلان رامون أوّل إسرائيليّ يزور الفضاء على متن المكّوك كولومبيا، التابع لوكالة الفضاء الأميركيّة"ناسا". توفّي رامون وباقي أفراد الطاقم البالغ عددهم سبعة أشخاصٍ بعدأيّامٍ قليلةٍ فقط، في الأوّل من شباط من ذلك العام، عندما تحطّم المكّوك أثناء عودته إلى الغلاف الجوّيّ للأرض.
عندما تمّ تبادل هاتين الرسالتين، كان إيلان رامون طيّارًامقاتلًا شابًّا في سلاح الجو الإسرائيليّ. وفي عام 1997، جرى اختياره كي يكون أوّل رائد فضاءٍ إسرائيليّ.
وفي السادس عشر من كانون الثاني عام 2003، بعد أكثر منخمسٍ وعشرين عامًا من كتابة الرسالة أعلاه، أصبح العقيد إيلان رامون أوّل إسرائيليّ يزور الفضاء على متن المكّوك كولومبيا، التابع لوكالة الفضاء الأميركيّة"ناسا". توفّي رامون وباقي أفراد الطاقم البالغ عددهم سبعة أشخاصٍ بعدأيّامٍ قليلةٍ فقط، في الأوّل من شباط من ذلك العام، عندما تحطّم المكّوك أثناء عودته إلى الغلاف الجوّيّ للأرض.
عندما تمّ تبادل هاتين الرسالتين، كان إيلان رامون طيّارًامقاتلًا شابًّا في سلاح الجو الإسرائيليّ. وفي عام 1997، جرى اختياره كي يكون أوّل رائد فضاءٍ إسرائيليّ.
وفي السادس عشر من كانون الثاني عام 2003، بعد أكثر منخمسٍ وعشرين عامًا من كتابة الرسالة أعلاه، أصبح العقيد إيلان رامون أوّل إسرائيليّ يزور الفضاء على متن المكّوك كولومبيا، التابع لوكالة الفضاء الأميركيّة"ناسا". توفّي رامون وباقي أفراد الطاقم البالغ عددهم سبعة أشخاصٍ بعدأيّامٍ قليلةٍ فقط، في الأوّل من شباط من ذلك العام، عندما تحطّم المكّوك أثناء عودته إلى الغلاف الجوّيّ للأرض.
tab1img1="كيف تفسّر جوهر الحياة؟" – رسالةإيلان رامون بالعبريّة إلى البروفيسور يشعياهو ليبوفيتش، من أرشيف يشعياهوليبوفيتش، المكتبة الوطنيّة الإسرائيليّة
tab2img2="يجب على كلّ شخصٍ -سواءً أنا أو أنتَ-أن يتّخذ قراره الخاصّ"، ردّ ليبوفيتش على إيلان رامون. أرشيف يشعياهوليبوفيتش، المكتبة الوطنيّة الإسرائيليّة